التقدم العلمي وصد الأذى عن كوكب الأرض د. محمد الأنصاري 15 اكتوبر 2009 |
|
يجب أن تتجاوز أهمية واقع الاحتباس الحراري العالمي المناظرات ولا بد من اتخاذ الخطوات الحكيمه المستعجلة لخفض انبعاثات غاز الاحتباس الحراري قبل أن يفوت الأوان.
ان الاحتباس الحراري العالمي هو في الواقع شىء شائن حقيقي وينتج عن النشاط البشري ولكن مع الوضوح المتزايد للحقائق حول وتيرة الاحتباس الحراري قد تغلبت في كيلها على صرخات من ينكرون حقيقة تغيّر المناخ وهذه بواسطة مجموعة متراكمة من الحقائق العلميه والواقعيه التي كان مكيالها ثقيلا. وهذه الحقائق واضحة ومعقدة في آن واحد: ففي الفترة من عام 1961 وحتى 1997، فقدت جبال الجليد في العالم حوالي 4 آلاف كيلومتر مكعب من الجليد، ونظراً لكون درجة حرارة القطب الشمالي في وتيرة متصاعدة بمقدار ثلاثة أضعاف المعدل العالمي واضحت بوادر فقدان الأمل من الإصلاح البيئي وانقاذ الغطاء الجليدي لمنطقة غرينلاند.
منطقة غرينلاند تلك المنطقه التي بدأت بوادر الوهن فيها باديه وواضحة ليست المكان الوحيد المعرض للخطر الحاد من التغيير القسري الهائل. أحد التنبوءات التي ليست متشددة بينت ان مساكن يقطنها ما بين 13 و88 مليون إنسان حول العالم مهددة بان تغمرها مياه البحر كل عام في سنة 2080 وما بعدها. وكما هو الحال دائماً، سوف تعاني الدول الأكثر فقراً من هذا الوضع.
تظهر الآن اشكاليات البعوض الناقل للفيروسات التي تسبب أمراضاً خطيرة كالملاريا على سفح جبل كليمانجارو ومرتفعات أفريقية أخرى، وهي أماكن ظلت لقرون طويلة بمثابة ملاذات باردة آمنة من بعض الأمراض الأشد فتكاً في العالم النامي. ورغم التفاوت في التقديرات المحددة، يوافق العلماء والمسؤولون السياسيون بصورة متزايدة على ان السماح باستمرار انبعاثات الغازات وفق المعدل الحالي سوف يستحث حدوث تغييرات درامية في نظام المناخ العالمي.
يُشبّه بعض العلماء تغيّر المناخ بموجة عاتية لن تقف بدون هدم الكثير مما بناه البشر و ليست مسأله يمكن حلها بسهولة، ولكن لم يفت الأوان لمنع وقف الأسوأ من التأثيرات العكسيه للإحتباس الحراري، رغم ما يقوله الكثير منالعمه والخاصه. ومع ذلك، ولمنع حصول الآثار الكارثية لمثل هذه التغيرات، علينا ان نثبت على الأقل هذه الانبعاثات خلال العقد القادم، ثم نخفضها بنسبة لا تقل عن 70 بالمئة بحلول منتصف القرن.
ان هذا الأمر ممكن من خلال اتخاذ تدابير مساوية من التضحية ودعم البحث العلمي وعدم الركون الى ما يتقاذف فيه الأميركيين والأوروبيين في التوقف عن توقع قيام الصين والهند بتخفيض انبعاثات الغاز لديهما بالسرعة التي يتوجب على الغرب تحقيقها وان تتوقف الأطراف عن استعمال تقدمهما المحدود كمبرر لعدم القيام بأي شيء .
يحاول العديد من العلماء والباحثون في الولايات المتحدة وغيرها من الدول في الوقت الحاضر ومن امثالهم كريغ فنتر، الذي أدار الفريق الذي فاز بمنافسة تحديد تسلسل الخريطة الجينية البشرية، على هندسة ميكروبات يمكنها أن تساعد الولايات المتحدة على وقف إدمانها على النفط، ويمكنها في نفس الوقت خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بدرجة كبيره. هناك حالياً العديد من الجهود المماثلة التي تجري عبر المعموره. فمثلاً، في ولاية كاليفورنيا، قامت شركة أميريس بيوتكنولوجي، التي كانت قد أنتجت دواء اصطناعياً للملاريا، بهندسة ثلاثة ميكروبات تستطيع ان تحول السكر إلى وقود، بما في ذلك ميكروب يحول الخميرة والسكر إلى شكل من الديزل قابل للاستعمال. تقول شركة أمريس انها بحلول عام 2011 سوف تنتج أكثر من 750 مليون لتر من وقود الديزل في السنة، وهذا دليل هائل على مبدأ أن باستطاعتنا إنتاج أشكال جديدة من الطاقة دون تدمير الجو. من جهتها، أشارت حكومة أوباما، بالكلام والمال، إلى انها سوف تدعم مثل هذه المبادرات التي قد لا تكون سهلة في عالم تسيطر عليه القوى السياسية للمصالح الراسخة.
|